تجربتي مع (موهبة)


 


تجربتي مع (موهبة) 

 

الموهبة هي استعداد فطري، وقدرة غير اعتيادية، وتميز يملكه الشخص، فيجعله متفرداً بين أقرانه، وتختلف الموهبة باختلاف المجالات التي يرتادها الناس، ويبرعون فيها، فقرض الشعر، والقدرة على الرسم، وإتقان المهارات اليدوية، والمهارات العلمية، وغيرها تعتبر مجالات لظهور المواهب.

 وقد كانت بدايتي مع مشروع (موهبة) ليس من خلال بناتي، بل من خلال تجربتي الشخصية كمدربة إلقاء وخطابة، حيث قمت بعمل عدة دورات تدريبية في الإلقاء والخطابة وتنظيم الاجتماعات، منها ما تم بالتعاون مع فصول الموهبة، وقد كانت النتائج مبهرة حقاً، ومنها دورة تدريبية بعنوان( دورة القيادة للفتيات) برعاية كريمة من مدرسة صفية بنت عبد المطلب الثانوية، ونادي دانة ينبع للتوستماسترز لفن الخطابة والقيادة، ولقد كانت دهشتي كبيرة جداً خلال الشهرين تقريباً التي قضيتها مع الطالباتً، إذ كان بين يدي نخبة من الفتيات الموهوبات اللاتي تشرّبن المعلومات بسرعة هائلة، وطبّقن ما تعلّمن في وقت قياسي، لأحضر بعد عام من الدورة وأجدهن على المسرح المدرسي يلقين الشعر بكل طلاقة، ويلعبن أدوارهن بكل كفاءة.

إن الموهبة مثل البذرة المخبوءة في جيب أحدنا، لو بقيت في ذلك الجيب البارد الجاف، لن تنمو أبداً، لذا علينا التفتيش عن موهوباتنا بين جنبات مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية، وما مشروع (موهبة) إلا بادرة طيبة من إدارة التعليم، بتوجيه من حكومتنا الرشيدة، ورؤيتها نحو تعليم متطور يواكب الدول المتقدمة.

وإني هنا وقد وصلني خبر ترشيح ابنتي في هذا المشروع الرائد، أنتظر بلهفة نتاج هذا الرعاية الكريمة، خاصة وأن ابنتي بثينة -حفظها الله-، قد أثبتت جدارتها بلقب موهوبة من خلال اتقانها لعدد من الفنون في مجالات شتى كالخط العربي حين شاركت في مسابقة ضمن أنشطة مدرستها، والإلقاء حين شاركت في مسابقة (راوي الدرعية) وغيرها من الفنون حفظها الله ورعاها.

ومن هذا المنطلق أهيب بمشرفات موهبة وإدارة التعليم أن تُوزع الفرص على جميع الطالبات بلا استثناء، مع مراعاة الفروق الفردية، واختفاء كثير من المواهب خلف ستار الخجل وقلة الثقة في النفس والقدرات.

آملة أن تحمل الأيام القادمة بشائر مواهب مميزة، تحقق آمال طالباتنا، وتسمو بمستوى تعليمنا إلى العلياء.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فلم فضيلة أن تكون لا أحد

قراءة في كتاب (رد قلبي) للشاعر مصعب العمودي

قراءة في نص : من كل وادٍ عصا للأديب إبراهيم يوسف