قراءة في نص : وغادرة المعلمة القديرة حمدة / للدكتور عادل جودة
قراءة في نص
وغادرة المعلمة القديرة حمدة / للدكتور عادل جودة
بسم
الله الرحمن الرحيم
(وغادرت المعلمة القديرة حمدة عابد) هو نص أدبي رثائي
للأستاذ الكبير عادل جودة من فلسطين.
يبدأ النص بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وهي أعظم
ذكر يمكن أن ينطق به لسان المؤمن، ليثبت به فؤاده في ساعات الفجيعة والحزن، ومقدمة
مناسبة لاستقبال خبر فقد هذه الإنسانة الغالية.
ثم نجده يعرفنا بها متوسلاً طريقة مميزة، وهي الانتقال
من نقطة إلى أخرى مستخدما العبارة نفسها (هي حمدة عابد) في كل مرة.
ثم يستشهد بمقولة إحدى تلميذاتها التي التقتها قبل
وفاتها وهو ما عزز النص وزاد من مصداقيته، ونجده يصف من خلال حديثها حالتها بين
الماضي والحاضر، في إطار من الرحمة والشفقة والصدق في الأحاسيس.
وينهي الكاتب نصه بوافر الدعاء للفقيدة، وبالعزاء
والمواساة لذويها، كما أنه أبدع في تقديم العزاء لزوجته التي هي أخت الفقيدة،
منتقيا الكلمات الرقيقة الحانية التي تتناسب مع مكانتها عنده، موجها لها بما يجب
عليها تجاه أختها – رحمها الله- من الدعاء وغيره.
نجد أيضاً أن النص يحتوي كثيراً من الصور البيانية
كقوله: ترتقي روحها إلى بارئها، تربع طيفها في كل قلب، زرعت فيه معالم الجمال
المعبق بالرقة، والأناقة، والألق، وحين يصفها: بقيت طيفا نقيا يحاكي حبات الندى،
وسيرة عطرة نستنشق عبقها.
كما نلاحظ جودة اللغة من حيث سلامة النحو، والإملاء، وانتقاء
الكلمات الرصينة المناسبة لموضوع النص، ووضعها في جمل قصيرة ذات جرس آسر كما في
قوله: رنين صوتها، أريج أنفاسها، صدى خيرها.
نجده أيضا ينتقي الكلمات ويضعها مع مايناسبها من وصف بحنكة ودارية كما في
قوله: جل وقتها، قصارى جهدها، عصارة فكرها.
ونجد أيضاً كلمات قوية وضعت بعناية وحرص في مكانها المناسب كقوله: شمولية
العطاء، بذخ الاهتمام، صدق الهمة، وعمق المسؤولية.
وفي رأيي أن الكاتب أجاد ووفق في كتابة نص رثائي، معبراً
عن صدق مشاعره، ومثنياً على الفقيدة بما يليق بمكانتها الكبيرة في نفسه، معزياً ذويها
بكلمات وتوجيهات نابعة من قلم مبدع، وقلب مشفق رحيم.
---------------------------------------------------------------------
النص منشور في جريدة الرياض
جريدة الرياض | وغادرت المعلمة القديرة حمدة عابد (alriyadh.com)

تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمني