محطات الوجع في نص (ضباب) للكاتب محسن الغالبي

 



 


 

محطات الوجع في نص ضباب

للكاتب محسن الغالبي

 

في وقوف الناس على بوابات المحطات تباين، فمن مسافر يتشوق للمغادرة، وآخر يتألم من فراق، وثالث يعانق حبيبا عائدا، ورابع مازال ينتظر.

والمحطات في الحقيقة نسخة مصغرة عن الحياة، تجتمع فيها الوجوه والمشاعر والرغبات والخيبات.

وكاتبنا وضعنا في محطة مزدحمة، وفاجأنا بوجه حبيبته يظهر له من نافذة القطار، بدا الأمل مشرقاً لقصة آتية، قصة رومانسية بطولة عبد الحليم وزبيدة، لكن تلاشت القصة الجميلة حين تلاشى الضباب، وجعلنا نقف على عتبات وجع الغريب يقف وحيداً في محطة خالية من المحبوب، ثم يراها مجدداً لتختلط في مخيلتنا الحقيقة بالوهم، ويبدو الأمر محال ممكن!

وتبدأ المعاناة في البحث عن الحقيقة، صراخ غير مسموع، وجسد غير مرئي، ومشي مستعذب يفضي إلى الفراغ.

ثم الأيمان المغلظة بعدم العودة، وعدم البحث، وعدم الرد، ومع ذلك تتراءى صورتها خلف كل النوافذ، فيشيح بوجهه. فهل يشيح بقلبه أم يبقى القلب معلقاً؟!

النص مكتوب بلغة سليمة، وإيقاع جميل في بعض جمله، (كان انكساري، شبه انتحار ِ.

 واستحال ما كان فردوس روحي، بعض ناري.)

من ناحية أخرى فقد صاغ الكاتب تعبيرات قوية في جمل مختصرة (فتّ عضدي) (عواء القطار) (كطفل هده الجوع وحيداً)

إنه نص من عدة نصوص للكاتب الذي احترف فن الوقوف على حافة الجنون، هناك في مكان ما بين الحقيقة والوهم، لينقل لنا خلجات النفس، وأحاديث الروح، وخيبات الجسد، بسرد مشوق يسحبنا خلفه من وديان العقد، إلى قمم التنوير.

------------------------------------------------------------

نشر نص (ضباب) في مجلة عود الند الإلكترونية

ضباب - العدد الفصلي 21: صيف 2021 (oudnad.net)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فلم فضيلة أن تكون لا أحد

قراءة في كتاب (رد قلبي) للشاعر مصعب العمودي

قراءة في نص : من كل وادٍ عصا للأديب إبراهيم يوسف