إصداري الأول (مزنة)

مزنة لأنها ولدت في يوم سخي بالمطر، أسماها والدها مزنة... وعلى عكس ما كانت عليه عادة أهل الجبل في التعامل مع البنات، كان والدها شديد الاهتمام بها، حريصاً على أن تنال ما تستحق من التربية والتعليم. عاشت مزنة محاطة بأبراج الزراعة وحوائط النخيل، في قرية تنام على قمة جبل يلامس الغيم، ويستريح تحت عين الشمس، تكتنفها المراعي من كل جانب، وترتع فيها قطعان إبلٍ يحدوها ابن عم مزنة... عزّام. ويمضي الزمن، أياماً وشهوراً وسنوات، تكبر مزنة لتصبح صبية يتمناها كل الشباب، لكن كان نصيبها مع ابن عمها عزام الذي هام بها فخطبها ثم تزوجها. بعد سنوات ظهرت بوادر الحمل على مزنه، لكن بشائر الخير وبوادر المطر كانت قد اختفت، وتوالت المصائب تباعاً على سكان الجبل؟ ما اضطر مزنة أن تقوم برحلة نجاة، تنزل فيها من الجبل إلى الوديان قرب الحاضرة بحثا عن حياة أفضل، فتقطع مفازات قاحلة، تحفها المخاطر من كل جانب. في لحظة يأس، تستسلم مزنة لأحزانها، وتباشر حفر قبرها بيديها في تربة وادٍ مقفر تسكنه الوحوش الضارية، والجن، والأفاعي، فتدركها عناية الله سبحانه وتعالى، ليهبها الحياة من جديد، وينقذها على ...